لابو لابو سلطان مسلم لجزيرة ماكتان إحدى جزر بيسايا الفلبينة. ينظر إليه الفلبينيون كأول بطل قومي قاوم الإستعمار الإسباني حيث اشتهر بقتاله ضد ماجيلان في معركة ماكتان فجر يوم 27 ابريل 1521، تلك المعركة التي اعاقت بعثة ماجلان وأخرت الإستعمار الإسباني للفلبين أربعين عاما حتى وصلتها حملة ميغيل لوبيز دي ليجازبي سنة 1564. واكراما لذكراه بني له نصب تذكاري في مانيلا وجزيرة سيبو، بينما تضع كلا من الشرطة الفلبينية ومكتب حماية الحرائق صورته على الشعار.
لا يعرف الكثير عن لابو لابو سوى انه كان منافسا راجا هومابون حاكم جزيرة سيبو، والوثائق الموجودة عن حياته هي تلك التي كتبها انطونيو بغافتا. أما إسمه وأصله ودينه ومصيره فهي لا تزال مثار جدل
عرف لابو لابو أيضا بالأسماء التالية: تسيلابولابو[1] وسيلابولابو[2] وسالبولاكا[3] وكاليبولاكو[4] ولابولابو ديمانتاغ[5].
لايزال اسم لابو لابو التاريخي مثيرا للخلاف. وأقدم إسم تم تسجيله كان من المستكشف الإيطالي أنطونيو بيغافتا الذي رافق ماجلان إلى الفلبين. حيث سجل أسماء اثنين من زعماء جزيرة "متان" وهما "زولا" و "تسيلابولابو"[1]. والمقدمة التشريفية تسي أو سي هي ترجمة مشوهة من السنسكريتية[6]. وفي شرح لطبعة 1890 لأنطونيو دي مورغا هجأ خوسيه ريزال الاسم ب"سيلابولابو"[2] . ويذكر كتاب وقائع أجينيد بأنه "لابولابو ديمانتاغ"[5].
وكثيرا ما يستخدم لقب ساليب (ومشابهاتها مثل ساريبادو وسابيد وبادوكا وسري بادوكا وساليبادو وغيرها) باعتباره تشريف ل لابو لابو وكل الأمراء أو الداتو لأرخبيل بيسايا. وبالرغم من شيوع الاعتقاد بأنها مستمدة من اللقب الإسلامي خليفة، إلا انها قد يكون مستمدة من اللقب السنسكريتي سري بادوكا وتعني "صاحب السمو"، مثلها مثل اللقب سي. لا يزال اللقب سري بادوكا إلى الآن يستخدم في ماليزيا[3].
وأشار الشاعر الفلبيني كارلوس كالاو في القرن 17 إلى لابو لابو بإسم "كالي بولاكو" (وربما قراءة خاطئة لحرف Ç التي استخدمها بيغافيتا بالتهجئة) في قصيدته Que Dios Le Perdone (أن يغفر الله له)[7]. وقد إعتمد اسم "كالي بولاكو" لاحقا باعتباره أحد الأسماء المستعارة لبطل الفلبين ماريانو بونس في الثورة الفلبينية[8]. وذكر إعلان استقلال الفلبين في كافيته II إل فيجو 1898 إسم لابو لابو بلقب "ري كاليبولاكو دي مانكتان [ك]" (الملك كاليبولاكو لماكتان)
الذكر الوحيد لإسم لابو لابو قبل وصول الإسبان كان عبر السجلات الشفوية لما قبل الاستعمار في عهد راجا توباس آخر ملوك سيبو (توفي 1565). وقد كتبت تلك السجلات بلغة البايباين وجمعت في كتاب Aginid, Bayok sa Atong Tawarik ("الإنزلاق، قصائد لتاريخنا") سنة 1952 لجوفيتو أبيلانا. وقد سجلت تلك الوقائع تأسيس مملكة راجا سيبو على يد سري لوماي (ويعرف راجامودا لوماي)، وهو أمير من سلالة چولا الهندية في سومطرا. حكم إبنيه سري ألهو وسري أوكوب جزيرتي سيالو ونهالين المجاورتين. وتسمى منطقة الجزيرتين بإسم بولوا كانغ دايانغ أو كانغدايا (وتعني حرفيا "الجزر التابعة لدايا"). وعرف عن سري لوماي سياساته صارمة في الدفاع ضد الغزاة وتجار الرقيق المورو من مينداناو. استخدامه تكتيكات الأرض المحروقة لصد الغزاة إلى ظهور إسم كانغ سري لوماينغ سغبو (وتعني حرفيا "نار سري لوماي العظيمة") على المدينة، والتي اختصرت بعدها إلى سغبو ("الأرض المحروقة")[5].
وبعد مقتل سري لوماي في معركة حربية، خلفه أصغر أبنائه سري بانتوغ، فحكمها من منطقة سنغابالا (وتعني حرفيا"مدينة الأسد") وهي الآن مابولو داخل مدينة سيبو الحديثة. توفى سري بانتوغ بوباء الطاعون فخلفه ابنه راجا هومابون (ويعرف أيضا بسري هومابون أو راجا هومبارا)[5]. تطورت المنطقة خلال حكم هومابون فأضحت مركزا مهما للتجارة. فاشتهر ميناء سوغبو بين الناس بإسم سينيباوينغ هينغبت (وتعني مركز تجاري)، ثم اختصر الإسم إلى سيبو (متاجرة أو للتجارة) وهو الإسم الحالي لسيبو[5].
تلك الفترة شهدت أول ذكر لإسم لابولابو، حيث قدم من بورنيو وسأل هومابون مكانا للإستيطان، فأعطاه منطقة مانداويلي (ماندناو الآن) ومعها جزيرة تعرف بإسم أوبونغ (أو أوبون)، أملا في أن تستزرع قبيلة لابولابو تلك المنطقة، وقد نجح لابولابو في استزراع تلك المنطقة وتصدير الإنتاج الزراعي إلى ميناء سيغبو مما أدى إلى اثراء منطقته[5]. ولكن مالبثت ان تدهورت العلاقات بين لابولابو وهومابون بسبب انتقال لابولابو إلى القرصنة. فقام بسلب سفن التجار التي تمر عبر جزيرة أوبونغ، مما سبب بتضرر التجارة في سيغبو. فنالت الجزيرة لقب مانغاتانغ ("وتعني قطاع طرق أو هؤلاء الذين يعملون الكمائن")، ثم تطور الإسم إلى "ماكتان
يحترم الفلبينيون لابو لابو بإعتباره أول أبطال الفلبينفقد أقامت الحكومة الفلبينية تمثال تكريما له هو في جزيرة ماكتان، وتم نقل إسم مدينة أوبون في سيبو إلى مدينة لابو لابو. ووضع تمثال له في حديقة ريزال في العاصمة مانيلا، وأيضا وضعت صورته على الختم الرسمي للشرطة الوطنية الفلبينية وقد تم وضع صورته على نقد 1 سنتافو عملة الفلبين سنوات 1967-1974[34].
خلال انعقاد الدورة الأولى للمؤتمر ال14 للكونغرس الفلبيي اقترح السناتور ريتشارد جوردون مشروع بقانون أن يعلن يوم 27 أبريل عطلة رسمية للفلبين تعرف بإسم Adlaw ni Lapu-Lapu (اللغة السيبوانية: "يوم لابولابو")[35]. ويوجد شارع في حي بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة يسمى بإسم شارع لابو لابو نسبة إليه[36].
تقول أساطير الأهالي أن لابولابو لم يمت ولكن تحول إلى حجر، وهو منذ ذلك الحين يحرس بحر ماكتان. ويرمي الصيادين في الجزيرة النقود على حجر بهيئة رجل كوسيلة لطلب الإذن لصيد السمك بمنطقة الزعيم[37]. ويتداول الأهالي أسطورة أخرى تتعلق بتمثال لابولابو المقام في وسط ساحة البلدة مقابل مبنى قاعة المدينة القديم، حيث يقع مكاتب رؤساء البلديات. مجهزا قوسه بوضع جاهز لرمي سهمه للعدو. واقترح بعض الأهالي المؤمني بالخرافات بتغيير القوس والنشاب بالسيف، بعد وفاة ثلاثة رؤساء بلديات سابقين بسبب الأزمة القلبية
0 التعليقات: